الرئيسية
تطور الفن التشكيلي الحديث
ليس الفن الحديث جديدا في الواقع بل إن جذوره لتمتد إلى آلاف السنين الغابرة . وليس من الممكن الرجوع الان إلى عصر الغاب البدائي لكي نصل إلى الروادالكبار معلمي الفن الحديث ولكننا سنرجع إلى القرن التاسع عشر فقط حيث ابتدأت المدارس الحديثة بالظهور وحيث ابتدأ الصراع بين الأتجاهات وابتدأ التابق في التطور والبحث والابتكار إلى أن وصل الفن إلى نقطة جديرة بالأهتمام لاندري فيها ما إذا كانت هي المستقبل الزاهر الجميل للفن أم أنها نهاية الفن .
وسيتضح لنا من استعراض تاريخ الفن الحديث أن الأعمال الفنية التي قدمها الرواد لم تكن وى بوادر أولية في عالم الأبداع الفني إذا لم يلبث الجيل اللاحق من الفنانين أن تجاوزها بعد أن كان النقاد يعتقدون أن الأنطباعية هي آخر مايجرؤ عليه الفنان في تطرفه وتحويره للواقع ولكن الأيام أبانت أن هذا الاتجاه لم يكن ليرضي حاجة الفنان للتعبير الذهني والتشكيلي وأن الانطباعية ذاتها وبالنسبة للفنان المعاصر كانت أشبه بالأثارة وماكان لها أن تدوم وهي الطريقة التي تعتمد على ( الأسلوب الحسي جداً والسطحي جداً ). على أنه لابد من الاعترافات من أن الانطباعية حررت الفن من الواقعية الموضوعية وفتحت الباب عريضا لغير الواقعي للعقلي ولما هو خيالي وتجريدي . ويمكننا أن نعتبر لوحة حواري البحر لكلود مونيه آخرلوحة واقعية .
وهكذا ومنذ سيزان على وجه أخص وإلى يومنا هذا مازال تطور الفنون لتشكيلية يمر بفتوحات واسعة قد تكون عارضة وقد تكون مقصودة وقد تكون منظمة أو فوضوية ولكنها أستعارت جميع الحالات صفة الرسالة الأنسانية التي تعبر عن الذات المحضة بخيرها وشرها بجمالها وقبحها بقالب ابداعي رفيع متناسية الموضوع والشكل بصورة مطلقة تقريبا إلى أن حلت الاشارة محل الشيئ نفسه كما قال جان كاسو ولم يعد التصوير ليحفل إطلاقا بالتفاصيل ( الحقيرة ) حسب تعبير ماتيس فالتصوير الشمسي الذي ظهر أخيرا يستطيع أن يؤدي مهمة النقل عن الواقع والايهام والأبعاد بصورة أسرع وأكمل .
